صرخة ريحانة • هذه المرة جاء صوت المعتصم من منظمات حقوق الإنسان. استغاثة مسلمة، اسمها شراة العلوية بخليفة المسلمين المعتصم بالله عندما حاول نصراني النيل من شرفها، حرّكت صرختها «وامعتصمااااه» نخوة الرجال، كما استجاب لها المعتصم بالله فأرسل جيشاً من الرجال يمتطون خيولاً بيضاء، فحاصر عمورية في السادس من رمضان 223 هجرية، ودخلوها بعد عشرة أيام من الحصار، فأطلق أبو تمام قصيدته: السيف أصدق إنباء من الكتب.. في حده الحد بين الجد واللعب أجبته معلنا بالسيف منصلتا.. ولو أجبت بغير السيف لم تجب وبهذا، لقّن المعتصم كل من تسوّل له نفسه في النيل من كرامة الأمة الإسلامية. وبعد مرور أكثر من ألف عام، حاول رجل الاستخبارات الإيرانية في عام 2007 الاعتداء على ريحانة الجباري، فجاءت صرختها لعلها تجد معتصماً قد نساه التاريخ، ولكنها فقدت الأمل، فما كان منها إلا أن دافعت عن شرفها فقتلت من حاول الاعتداء عليها، ومن ثم حكمت عليها السلطات الإيرانية بالإعدام، بعدما حاولت المخابرات الإيرانية انتزاع اعتراف منها بأن المقتول لم يحاول الاعتداء عليها، وعندما أخبرها القاضي الذي يحقق في القضية أن محاولة الاعتداء عليها لا تبرر قتلها له، ردت عليه «لأنك عديم الشرف». هذه المرة جاء صوت المعتصم من منظمات حقوق الإنسان التي طالبت بمحاكمة عادلة لها، كما شككت بعض الدول الغربية في عدالة محاكمة ريحانة، ومع ذلك تم إعدام ريحانة جباري في سجن نيفين بطهران يوم السبت الموافق 25 أكتوبر 2014، وهي في عمر 26 عاماً، وكان آخر طلب لها أن تتبرع بأعضائها إلى المحتاجين، وأن آخر شكوى لها أنها سوف تشتكي عند الله على قاتليها، ومنهم أكثر من مليار مسلم، لم يكن أحدهم المعتصم بالله. وهناك صرخة أخرى، أطلقتها مسلمة كردية اسمها ريحانة، التي رفضت أن يتحكم في بلادها مجرمو «داعش»، فقاومتهم بالسلاح حتى تم أسرها، ومن ثم إعدامها. ففي زمن أصبحت الأمة الإسلامية كغثاء السيل، وفي زمن ندر فيه الرجال، أو أنهم أُلقوا في السجون، أو كُممت أفواههم أو شُوهت سمعتهم، فلم تجد كلتا الريحانتين نخوة المعتصم، مما يخيف كل امرأة مسلمة من الأيام المقبلة من الخطر الآتي من الحركات المسلحة يوسف عثمان المجلهم
صرخة ريحانة
• هذه المرة جاء صوت المعتصم من منظمات حقوق الإنسان.
استغاثة مسلمة، اسمها شراة العلوية بخليفة المسلمين المعتصم بالله عندما حاول نصراني النيل من شرفها، حرّكت صرختها «وامعتصمااااه» نخوة الرجال، كما استجاب لها المعتصم بالله فأرسل جيشاً من الرجال يمتطون خيولاً بيضاء، فحاصر عمورية في السادس من رمضان 223 هجرية، ودخلوها بعد عشرة أيام من الحصار، فأطلق أبو تمام قصيدته:
السيف أصدق إنباء من الكتب.. في حده الحد بين الجد واللعب
أجبته معلنا بالسيف منصلتا.. ولو أجبت بغير السيف لم تجب
وبهذا، لقّن المعتصم كل من تسوّل له نفسه في النيل من كرامة الأمة الإسلامية.
وبعد مرور أكثر من ألف عام، حاول رجل الاستخبارات الإيرانية في عام 2007 الاعتداء على ريحانة الجباري، فجاءت صرختها لعلها تجد معتصماً قد نساه التاريخ، ولكنها فقدت الأمل، فما كان منها إلا أن دافعت عن شرفها فقتلت من حاول الاعتداء عليها، ومن ثم حكمت عليها السلطات الإيرانية بالإعدام، بعدما حاولت المخابرات الإيرانية انتزاع اعتراف منها بأن المقتول لم يحاول الاعتداء عليها، وعندما أخبرها القاضي الذي يحقق في القضية أن محاولة الاعتداء عليها لا تبرر قتلها له، ردت عليه «لأنك عديم الشرف». هذه المرة جاء صوت المعتصم من منظمات حقوق الإنسان التي طالبت بمحاكمة عادلة لها، كما شككت بعض الدول الغربية في عدالة محاكمة ريحانة، ومع ذلك تم إعدام ريحانة جباري في سجن نيفين بطهران يوم السبت الموافق 25 أكتوبر 2014، وهي في عمر 26 عاماً، وكان آخر طلب لها أن تتبرع بأعضائها إلى المحتاجين، وأن آخر شكوى لها أنها سوف تشتكي عند الله على قاتليها، ومنهم أكثر من مليار مسلم، لم يكن أحدهم المعتصم بالله.
وهناك صرخة أخرى، أطلقتها مسلمة كردية اسمها ريحانة، التي رفضت أن يتحكم في بلادها مجرمو «داعش»، فقاومتهم بالسلاح حتى تم أسرها، ومن ثم إعدامها.
ففي زمن أصبحت الأمة الإسلامية كغثاء السيل، وفي زمن ندر فيه الرجال، أو أنهم أُلقوا في السجون، أو كُممت أفواههم أو شُوهت سمعتهم، فلم تجد كلتا الريحانتين نخوة المعتصم، مما يخيف كل امرأة مسلمة من الأيام المقبلة من الخطر الآتي من الحركات المسلحة
يوسف عثمان المجلهم