نعزي وأيامنا كلها عزاء
انتقل إلى رحمته تعالى خادم الحرمين الشريفين المرحوم بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقد كانت له رحمه الله مواقف مشرفة للإسلام وللبشرية جمعاء بكل دياناتها ومشاربها الدينية بوحي من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة . لأن أهل السنة لايعرفون إلا الوسطية والاعتدال على عكس جمهورية ولي إيران السفيه والدول المرتبطة بها . فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجعل الله من الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله خير خلف لخير سلف خاصة لما يتمتع به الملك سلمان من علم واسع وثقافة عالية ووعي بقضايا الأمة وشؤونها ومصالحها . آملين أن يحاول تجنب بعض الأخطاء التي وقعت في الماضي ـ لأننا من باب حرصنا على المملكة العربية السعودية التي نعتبرها قلب الأمة النابض ـ لانرضى أن يطلق على حكامها صفة الأغبياء كما يصفهم شيعة الولي السفيه والليبراليون المتحالفون معهم مستدلين باستغلال زعامات عربية وإسلامية ودولية لطيبة قلبهم وبعدهم عن الشورى الحقيقية وخاصة مشورة الحريصين على السنة .
ومن أمثلة ذلك حسن ظنهم بالمقبور حافظ الأسد ومن بعده ابنه السفاح بشار الأسد وإيوائهم للمجرم علي عبدالله صالح الذي لقي من الحكم السعودي الطيب كل كرم فجازاهم بالإحسان نكرانن وغدرا وتحالف مع عدوهم الحوثي . وهذا كلام لا نفتريه على من نحبهم من حكام السعودية . ولكن هذا الكلب الأجرب علي عبدالله صالح ظل يوغر قلب حكام السعودية على أهل السنة في اليمن ،وإن لم يسمهم بالسنة ولكن بجماعة الإصلاح حتى أعماهم عن الحقيقة وصور لهم أن أهل السنة هم الخطر الأكبر وأنه سيعيد الأمور إلى نصابها . وبحسن نية صدقه السعوديون ولم يكونوا يعلمون بنواياه الخبيثة التي كشفها الكاتب البريطاني ديفيد هيرست ، حيث كشف النقاب عن صفقة سرية عقدت بين نجل علي عبدالله صالح والإيرانيين بروما قبل شهور من هجوم الحوثيين على صنعاء؛ وهو الأمر الذي يفسر لماذا كانت قوات علي عبد الله صالح تذوب كلما تقدم الحوثيون واقتربوا من مواقعها.
وفي التفاصيل أن هيرست أكد على أنه توصل إلى معلومات عن طريق مصادر استخبارية غربية موثوق بها أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي،تفاجأ بالأمربعد أن أفرغت رئاسته من كل مقوماتها بسبب هذه الأحداث. ولذلك شعر بالخدعة بعد فوات الأوان وقدم استقالته من منصبه.
وأضاف هيرست إن هادي قال لمصادر مقربة منه أن اجتماعاً عقد في روما في شهر مايو بين الإيرانيين وأحمد علي عبد الله صالح الابن البكر لعلى عبد الله صالح، والذي كان قائداً للحرس الجمهوري وشغل بعدها منصب سفير اليمن في دولة الإمارات العربية المتحدة. لقد أخبر الإيرانيون أحمد في هذا الاجتماع أنهم على استعداد للاعتراف له بوضع ما في اليمن إذا امتنعت الوحدات الموالية لوالده عن اعتراض تقدم الحوثيين.وقال هيرست على لسان هادي إن الأمريكان هم الذين أخبروه عن الاجتماع الذي انعقد في روما وحذروه ، ولكن الحوثيين كانوا يقتربون من المراحل الأخيرة من احتلال العاصمة صنعاء . فسقط الأمر من يده.
وزعم الكاتب عن دور إماراتي في الفوضى التي تجتاح اليمن هذه الأيام بالقول "يزداد عامل الفوضى سوءاً حينما تأخذ بالحسبان الأدلة المتواترة على أن الإمارات العربية المتحدة، الحليف الأقرب للمملكة العربية السعودية، هي التي فتحت الطريق أمام الحوثيين ليجتاحوا البلاد. لم يجد التمدد الحوثي ما يوقفه لأن قوات الحكومة التي ما تزال على ولائها للرئيس السابق والرجل المتنفذ علي عبد الله صالح تخلت عن قواعدها. إن الذي جرى فعلياً هو أن العاصمة سلمت للحوثيين على طبق من فضة".
وشدد على أنه"لم يعد الدعم الإيراني للحوثيين مجرد ظن أو تخمين. فكبار المستشارين الإيرانيين اليوم لا يجدون أدنى حرج في نسبة الفضل في نجاح الهجوم الحوثي إلى أنفسهم. فها هو علي أكبر ولايتي، أحد مستشاري المرشد وأشد الناس ولاء له ووزير الخارجية الإيراني السابق لما يقرب من ستة عشر عاماً، يقول إنه يأمل بأن تقوم مجموعة أنصار الله (أي الحوثيون) في اليمن بنفس الدور الذي يقوم به حزب الله في لبنان".
وأشار الكاتب إلى أن "علي رضا زكاني، وهو سياسي آخر في طهران مقرب من علي خامنئي، تفاخر قبل شهر بأن صنعاء هي العاصمة الرابعة – بعد بغداد ودمشق وبيروت – التي باتت في قبضة الإيرانيين. ما فتئ المسؤولون العسكريون والاستخباراتيون الأمريكان ينبهون على مدى عامين إن كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية المحمولة على الكتف هربت بمساعدة قوة القدس إلى اليمن. وقد جرى في بعد ذلك التحذير تسفير شخصين زعم إنهما من قوة النخبة الإيرانية من اليمن إلى عمان".
هذا إلى جانب الدور العماني المريب في مساعدة الحوثيين لنيل رضا إيران في ضرب أهل السنة في اليمن لأن إيران استمالت بعض الأباضية المتعصبين (وليس كلهم) على اعتبار أنهم في مأمن لأنهم ليسوا سنة وليس لإيران عداء إلا مع أهل السنة.
وإلى جانب ذلك انتقد هيرست السعودية على جسن ظنها بالآخرين وعلى سذاجتها بالقول "بينما يخطط الإيرانيون على المدى البعيد تجد في المقابل أن السعوديين أبعد ما يكونون عن التخطيط بعيد المدى. إذا ما أخذنا بالاعتبار أنهم باتوا الآن يجاورون عبر حدودهم الجنوبية المهددة كياناً وكيلاً عن الإيرانيون دربه وسلحه الإيرانيون، يمكن استنتاج أن نصائح علي عبدالله صالح بالتهوين من خطر الحوثيين كان بمثابة خطأ كبيراً من جانبهم ، وكانت خسارتهم فيه فادحة جداً. ويعتبر الاجتياح الحوثي للعمق السني في اليمن تطبيقاً حرفياً لما يمكن تسميته ارتداداً أو ارتكاساً".
وأضاف هيرست "كنت في العام الماضي قد ذكرت لأول مرة أن السعوديين فتحوا قنوات اتصال مع الحوثيين (رغم أنهم كانوا قد خاضوا معهم من قبل حرباً مريرة)، وتمخضت الاتصالات عن نقل الزعيم الحوثي صالح هبره جواً عبر لندن للقاء الأمير بندر، الذي كان في حينها مسؤول الاستخبارات السعودية. كانت طموحات السعوديين تكتيكية وربما محدودة، إذ كان هدفهم الأساسي هو سحق التجمع اليمني للإصلاح، المجموعة السياسية الإسلامية التي كانت تشارك مع هادي في السلطة".
ونوه إلى أنه "لربما لم يقصد السعوديون إطلاقاً القضاء على الإصلاح ،اوأن تكون النتيجة هي اقتحام الحوثيين للعاصمة دون أن يجدوا من يوقفهم، بل لقد حسبوا، وتبين أن حسبتهم كانت خاطئة، أن الإصلاح كان سيوقف المد الحوثي قبل أن يصل إلى أبواب المدينة، وافترضوا أن الحوثيين والإصلاح سيقضي بعضهم على بعض". حسب نصائح علي عبدالله صالح لهم.
وبحسب هيرست فقد انقلب السحر على السعودية حيث أن "الإصلاح أبى أن يتورط في هذه اللعبة، ورفض مواجهة الحوثيين على أساس أن هذه هي مهمة الحكومة. من خلال السماح للحوثيين بشن هجومهم، أو على الأقل من خلال عدم التدخل بأي شكل لوقف هذا الهجوم، لقد فتحت الرياض الباب على مصراعيه أمام نزاع أكبر وأشد تهديداً للاستقرار في المنطقة، نزاع تتورط فيه أيضاً القاعدة وكذلك القبائل الجنوبية
وتساءل الكاتب "هل سيقوم السعوديون بمراجعة سياساتهم الكارثية وقصيرة النظر؟
بينما كانت صنعاء تسقط في أيدي الحوثيين، لجأ الجنرال علي محسن الأحمر، الذي يعتبر مقرباً من الإصلاح، إلى السفارة السعودية في صنعاء، ثم ما لبث أن هرب إلى خارج البلاد وهو موجود الآن في جدة. ولكن دوره يكاد يكون معدوما في الوقت الحاضر في اليمن . ولذلك يجرب السعوديون شن هجوم معاكس باستخدام وسائل تقليدية أخرى. السماح بانخفاض أسعار النفط لوقف الزحف الإيراني الروسي وإشعارهما بأنه سيكون هناك ثمن للإحاطة بالمملكة من الشمال ومن الجنوب".
وقد أراد المجرم الغادر عبدالله علي صالح أن يخدع السعودية مرة أخرى مستغلاً وفاة المغفور له الملك عبدا لله ليذهب هناك وليقول لهم مافات قد مات وعفا الله عما سلف ،ولكن الحكم الجديد كان مجروحا ومتألماًً بعد أن اكتوى بنار الغدر فرفض استقبال ذلك المخلوع المحروق . ولكننا نعود فنقول ليس للسعودية فحسب ولكن لكل الحكام السنة : "لقد تبخرت الأحلام التي يحلمها السنة وحكامهم بالوحدة الوطنية والتي أكدت أن الكل ، وخاصة الشيعة ، طائفيون حتى النخاع .بينما هم وحدهم المخلصون لوهم التسامح في محيط شعوبي وعنصري وطائفي لايعرف إلا العداء والكراهية لأهل السنة حتى قضى عليهم تسامحهم في لبنان والعراق وسوريا والآن في اليمن . فالكل كان يلعب لعبة الطائفي في الخفاء والوطني بالعلن إلا هم حيث كانوا وطنيين وقوميين واشتراكيين وليبراليين وشيوعيين ومؤتمريين وألسنتهم حداد على إخوانهم من رجال الدين السنة حادة ،ولكنها ناعمة في أصحاب العمائم الشيعية والأفكار الماركسية و امعادية للسنة . ولذلك نجد اليوم أن الناصريين والإشتراكيين والبعثيين والقوميين وغيرهم يقفون محتجين في شوارع اليمن على عصابة الحوثي وعلي عبدالله صالح التي أمسكت بزمام الحكم فباتت تقتل وتعتقل وتعذب وتغتصب كل من يعارضها . ولكن هذه الصحوة جاءت متأخرة جداً !
هل تعلمون لماذا جاءت متأخرة ؟ لأن الكل كان طائفياً إلا أنتم أيها السنة كنتم منذ بدايات الإسلام الأولى إلى يومنال هذا مثاليين . فانظروا إلى نتائج مثاليتكم كيف يدوسها الشيعة والنصيريين وغيرهم من أعداء الدين الإسلامي الذي لايمثله إلا أهل السنة . فقد جاء يوم عقابكم بعد لتكتووا بناره بعد أن خدعكم الطائفيون والعنصريون والشعوبيون والمرتزقة . فعودوا إلى مخادعكم وأحلامكم الوردية ودعوا الحوثي يتمتع بنسائكم بأفعاله الطائفية".
المنظمة العالمية للدفاع عن أهل السنة