إيران… رأس الشر “الداعشي” مَنْ المستفيد من إثارة الكراهية على المسلمين في العالم، ولماذا كلما تراجعت هذه الكراهية ظهرت جماعة إرهابية تزيدها سعاراً؟ هل يمكن لتنظيم وليد لا يتجاوز عمره عدد أصابع اليد الواحدة أن يصبح فجأة قوة تضرب أمريكا وفرنسا والدول الإسلامية السنية والحبل على الجرار كما يقولون ،مما استدعي الأمر إلى “تشكيل حركة دولية موحدة للقضاء عليه”، كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، بما يشبه ما جرى مع تنظيم القاعدة بعد أحداث سبتمبر، ألا ينطوي ذلك على استخفاف بمصائر الشعوب؟ الأمر ذاته ينطبق على ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ما يتعلق بالدول التي اتهمها بدعم “داعش” وقال إن عددها 40 بينها أعضاء في قمة العشرين، فهل من بين تلك الدول من تؤيد تدخله العسكري بسورية؟إذا كانت تسعى هذه الدول فعلاً إلى اجتثاث الإرهاب فلماذا أغمضت أعينها طوال السنوات الماضية عن تعاظم قوة جماعات إرهابية عديدة، كـ”حزب الله” وغيره العديد ممن ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وأفلتت من العقاب ما سهل الطريق لظهور “داعش” و”النصرة”؟ قبل البحث في تلك الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها، لا بد من الإجابة عن السؤال المهم وهو: من المستفيد مما يحصل حاليا؟ فلن تجد جواباً إلا رأس الشر إيران التي لم ولن يكون لها أي هدف إلا القضاء على العرب والسنة وتشويه سمعتهم ،ففي العام 2001 عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان كانت إيران وراء الإرهابيين في أفغانستان . ولم تكن أمريكا على علم بذلك وبأن الأوامر تصدر إلى تنظيم القاعدة من إيران ، ففتحت أمريكا كوة للاتصال مع نظام الملالي في إيران التي غدرت بالسر بأمريكا فتحولت إلى ملجئ لقادة من تنظيم القاعدة الذي كانت تسعى واشنطن للقضاء عليه، ومع توسع دائرة الحرب كانت كوة التعاون العسكري والمخابراتي تتوسع وقد استغلتها طهران لتنفذ منها إلى المفاوضات مع دول الخمس زائد واحد، واليوم نرى الأمر ذاته يتكرر في العراق الذي قدمته الولايات المتحدة على طبق من ذهب إلى نظام الملالي بعد احتلاله في العام 2003، فبعد فتح الباب أمام عودة ايران إلى الساحة الدولية من خلال الاتفاق النووي، بدأت إيران تسعى إلى استغلال “داعش” لتكون لاعباً إقليمياً وأن تتوسع في المنطقة، واليمن خير دليل على ذلك؟ لكن إذا كانت المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي والإسلامي استطاعت صد التغلغل الإيراني في اليمن، فللأسف لم يستطع التحالف الدولي لمحاربة “داعش” وبعد أكثر من عام، وحتى بعد التدخل الروسي في سورية، الحد من إرهاب هذه الجماعة لأنه بكل بساطة ترك بوابة حمايتها مفتوحة أمام إيران، ولا يحتاج المراقب إلا لإلقاء نظرة على العمليات العسكرية الإيرانية في كل من سورية والعراق ليرى كيف أن الحرس الثوري قد حيد التنظيم منها، وينسق معها في كثير من عملياته ،وفيما تتعرض عواصم الخليج وبعض العواصم الغربية لعمليات إرهابية تنعم مدن فارس بالهدوء، بينما يعلن “داعش” أن عدوه الأول هو النظام الإيراني. ربما يحاول قادة بعض الدول تحميل مسؤولية مكافحة الإرهاب لدول عربية معينة، وللأسف كثر التصويب في هذا الشأن على دول الخليج في الآونة الأخيرة، تلميحاً أو تصريحاً، فيما هي، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، خاضت العديد من المعارك ضد تلك الجماعات، في الوقت الذي استمرت بالتحذير مما يمارسه نظام الملالي ومن دعمه للإرهاب، لكن بدلاً من أن تتنبه الحكومات الأوروبية والغربية لهذا الأمر عملت على إعادة الاعتبار إليه دولياً من خلال الاتفاق النووي. إذا كانت هناك نية دولية جدية لمكافحة الأرهاب فلابد من قطع رأس الأفعى، ولن يتحقق ذلك إلا عبر تحالف غربي مع الدول الإسلامية كافة، ليس فقط للقضاء على “داعش” الذي هو نتيجة، إنما لمعالجة سبب هذا المرض وهو نظام الملالي، ليعود السلام إلى العالم، فهل يصح أن يكون رأس الشر الإيراني حليفاً للقوى الدولية المكافحة للإرهاب فيما هو من يزيد من صب الزيت على النار؟ أحمد