براءة الذئب الإسرائيلي من دم الحسن
ﻳﺴﻌﺪ اﻟصهاﻳﻨﺔ ﻛﺜﯿﺮا ﺑﻮﺟﻮد ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻤﺆاﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ؛ إذ ھﻲ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺪﻳنهم ﺑﻜﻞ اﻟﺸﺮور ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺗﺒﺮئهم ﻟﺪى اﻟﻌﻘﻼء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸّﻐﻠﻮن ﻋﻘﻮلهم. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳتهم "اﻟﻤﻮﺳﺎد" ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف وراء ﻛﻞﺟﺮﻳﻤﺔ، فهذا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺑﺮيء ﻣﻦ أي ﺟﺮﻳﻤﺔ، وﺗﻜﺮس اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟصهيونية اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﻢ ﻏﯿﺮ أﺳﻮﻳﺎء، ﻳﻠﻘﻮن ﺑﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻓﺸلهم وھﺰائمهم وﺟﺮائمهم ﻋﻠﻰ ﻋﺪو واﺣﺪ، وﻳﻌﻔﻮن أﻧﻔسهم ﻣﻦ أي ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ.
ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ أن اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻤﺆاﻣﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺨﻒ اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻲ-اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ وﺗﺤﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺳﺎطﯿﺮ،ﻳﺤﻮﻟﻪﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﺤﻤﺴﯿﻦ، ﺑﺤﺴﻦ ﻧﯿﺔ أو ﺑﺴﻮنها، إﻟﻰ دﻓﺎع ﻋﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ. ﻓﺒﻌﺪ أﺣﺪاث اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ازدھﺮت ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﺆاﻣﺮة، ﻣﻊ أن اﻟﻤﺨﻄﻄﯿﻦ واﻟﻤﻨﻔﺬﻳﻦ ﻣﻌﺮوﻓﻮن ﺑﺎﻻﺳﻢ، وﻳﻔﺨﺮون ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻪ، ﺳﻮاء ﻣﻦ اﻋﺘﻘﻞﻣﻨهم أو ﻗﺘﻞ.
ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻣﺴﺆول اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ، أﺑﻮ ﺣﻔﺺ اﻟﻤﻮرﻳﺘﺎﻧﻲ، واﻟﺘﻲ ﺑﺜتها "اﻟﺠﺰﻳﺮة"، ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ اﺑﻦ ﻻدن اﻟﺬي ﺧﺎﻟﻒ رأي أﻛﺜﺮﻳﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻮرى "اﻟﻘﺎﻋﺪة" واﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ. واﻟﺮﺟﻞ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻏﻮاﻧﺘﻨﺎﻣﻮ، وﻣﺎ ﻳﺰال ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺸﯿﺦ وﻏﯿﺮه ﻳﻮاجهون اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ. وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻳتهم اﻟﻤﻮﺳﺎد بها.
ﺗﺘﻜﺮر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ذاتها اﻟﯿﻮم ﺑﻌﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻏﺘﯿﺎل وﺳﺎم اﻟﺤﺴﻦ. ﺑﺮاءة اﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ دم ﻳﻮﺳﻒ ﻻ ﺗﺒﺮئ اﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ دﻣﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ. وﻓﻲﺟﺮﻳﻤﺔ وﺳﺎم اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺬﺋﺐ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﺑﺮيء واﻹﺧﻮة متهمون. ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻛﻞ ﻣﺠﺮﻣﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻮ ﻋﻨﺪھﻢ ﻣﺠﺮم ﻛﺈﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﯿﻪ ﺟﺮاﺋمهم. ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻏﺘﯿﺎل اﻟﺤﺴﻦ ﻟﯿﺴﺖ اﻷوﻟﻰ وﻻ اﻷﺧﯿﺮة اﻟﺘﻲﺗﻠﺒّﺲ ﻟﻠصهاﻳﻨﺔ. ﻟﻘﺪ ارﺗﻜﺒﺖ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﺠﺎزروﻣﺎﺗﺰال،وﺳﺘﺮﺗﻜﺐ اﻟﻤﺰﻳﺪ. وﻳﺪھﺎ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻣﺘﺪت إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد، وﻻ أﺣﺪﻳﺒﺮئها ﻣﻦ ﻣﺠﺎزر ﻗﺎﻧﺎ وﺻﺒﺮا وﺷﺎﺗﯿﻼ واﻏﺘﯿﺎل ﺧﯿﺮة ﻗﺎدة اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.
ﻣﻦ ﻳﻘﺮأ ﻻﺋﺤﺔ اتهام اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺑﺨﺼﻮص اﻏﺘﯿﺎل رﻓﯿﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي، واﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻳﺰال ﺣﺰب ﷲ ﻳﺮﻓﺾ ﺗﺴﻠﯿﻢ اﻟﻤتهمين فيها، ﻳﺠﺪھﺎ ﺗﺘﻜﺮر ﺣﺮﻓﯿﺎ ﺑﺎﻏﺘﯿﺎل اﻟﺤﺴﻦ، وﻛﺄن اﻟﺠﻨﺎة ذاتهم ھﻢ ﻣﻦ ﻛﺮروا اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺮﺻﺪ واﻟﺘﺘﺒﻊ واﻟﺘﻔﺠﯿﺮ. ھﺬه اﻟﻤﺮة طﺒﻌﺎ ﺑﺪون ﺷﺮﻳﻂ أﺑﻮ ﻋﺪس.
وﺳﺎم ﻋﯿﺪ اﻟﺬي اﻏﺘﯿﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﺸﻔﻪ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﺗﺼﺎﻻت ﺧﻠﯿﺔ ﺣﺰب ﷲ اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬت اﻏﺘﯿﺎل اﻟﺤﺮﻳﺮي، ﻛﺎن ﺿﺎﺑﻄﺎ ﻋﻨﺪ وﺳﺎم اﻟﺤﺴﻦ، وﻣﻦ ﻳﻮمها واﻷﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻣﻰ اﻟﺤﺰب إﻟﻰ أن ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ. وﻟﻢ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻪ أﻧﻪ ﻛﺸﻒ 36 ﺷﺒﻜﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﺎد ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﺮق ﺣﺰب ﷲ، وﻛﺎن ﻣﻦ بينها اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺰعمها أﺣﺪﻧﻮاب ﺣﻠﯿﻒ اﻟﺤﺰب، ﻣﯿﺸﺎل ﻋﻮن. واﻟﻤﺘﺤﻤﺴﻮن ﻟﺤﺰب ﷲ ﻻ ﻳﻔﺴﺮون ﻟﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﯿﻮم ﻟﻤﺎذا ﻳﻌﺪم ﻋﻤﻼء إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ ﻏﺰة، وﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﺣﺰب ﷲ ﻳﺤﻜﻤﻮن ﺑﺄﺣﻜﺎم ﻣﺨﻔﻔﺔﺟﺪا، وﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮن اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻷﺑﻄﺎل ﺑﻌﺪ ﺧﺮجهم. وﺣﺰب ﷲ اﻟﺬي وﺻﻒ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﺎﻟﺸهيد ﺑﻌﺪ اﻏﺘﯿﺎﻟﻪ، ﻛﺎن إﻋﻼﻣﻪ ﻻ ﻳﺘﻮرع ﻋﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺨﯿﺎﻧﺔ.
ﻻ ﻳﺤﺘﺎج اﻷﻣﺮ ﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ، ﺗﻜﻔﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻠﻒ اتهام ﻣﯿﺸﺎل ﺳﻤﺎﺣﺔ اﻟﺬي ﻛﺸﻔﻪ اﻟﺤﺴﻦ. وﻳﺘﺪاول ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻗﺒﻞ اﻏﺘﯿﺎل اﻟﺤﺴﻦ أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺟﻤﯿﻞ اﻟﺴﯿﺪ، وھﻮ ﻣﺘﻮرط ﻣﺜﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ. وﺗﺠﺎھﻞ ﻣﻠﻒ ﺳﻤﺎﺣﺔ، ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺎھﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ، يهدف إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔﺣﻠﻔﺎء ﺣﺰب ﷲ.
ﺑﻔﻀﻞ ﻗﺪرات ﺣﺰب ﷲ اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻓﺈن إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ اﻟﯿﺪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، وﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻏﺘﯿﺎل ﻋﻤﺎد ﻣﻐﻨﯿﺔ إﻻﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎدة ﺣﻤﺎس اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﯿﻦ. وﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻏﺘﯿﺎﻻت ﻧﻮﻋﯿﺔ، وﺑﺎﻟﻜﺎد ھﻲ ﺗﻨﻔﺬ ﻏﺎرات ﺟﻮﻳﺔ. ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻓﺈن ﻣﺜﻠﺚ إﻳﺮان-ﺣﺰب ﷲ-ﺳﻮرﻳﺔ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺑﯿﺴﺮ ﻣﻦ اﺳتهداف ﺧﺼﻮﻣﻪ، ﺳﻮاء اﻟﺤﺮﻳﺮي أم اﻟﺤﺴﻦ أم ﺟﺒﺮان ﺗﻮﻳﻨﻲ أم ﻏﯿﺮھﻢ.
ﻣﻼﺣﻈﺔ أﺧﯿﺮة: ﺗﺒﺮﺋﺔ اﻟﺬﺋﺐ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰﺗﺮﺳﯿﺦ اﻟﺴﻠﻢ اﻷھﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﺳﻮرﻳﺔ، ﺑﻞ ھﻮ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﺤﺎﻟﺔ اﻻﺣﺘﺮاب اﻷھﻠﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺼنعها إﻳﺮان ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ.
ياسر أبو هلالة / كاتب وصحفي أردني
ملاحظة : كان الشهيد الحسن مخلصاً للغاية في عمله وأراد أن يثبت للجميع ذلك فكشف أسرار اغتيال الشهيد الحريري وهو شيء أغضب الأطراف الضالعة بالغغتيال وهي حزب الله وإيران والحكم العلوي في سوريا ،ولكن الحسن كشف الكثير من شبكات التجسس التي تعمل في لبنان معتقداً أنه بذلك يثبت لحزب الله أنه لايحمل عداء شخصياً ضد حزب الله . وكان رحمه الله مخطئاً في ذلك فأكثر عملاء إسرائيل من حزب الله ومن حزب حليفه ميشيل عون ،ولايسعد هؤلاء أن يعريهم سني محسوب على تيار المستقبل . إضافة إلى أن الشهيد لم يستفد شيئاً إلا أنه أضاف عدواً جديداً هو إسرائيل الذي اكتشف الحسن عملائها .