للباطل صولة وللحق صولات
بالعودة الى الوراء قليلا اي قبل ثلاثة أعوام،خدعت الدعاية الشيعية الصفوية البسطاء والسذج وأظهرت استطلاعات الرأي العام أن أكثر الزعماء شعبية في الشرق الأوسط هم: امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، والرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، اذ كان الناس في ذلك الوقت يعتبرون أن هؤلاء الزعماء يقفون في وجه اسرائيل في لبنان وغزة، ويصدون السياسات الأميركية العدوانية في المنطقة، هذا ما قاله الكاتب بول سالم في معهد كارنيجي للسلام الدولي.وقد استمر الكذب والخداع بفضل آلة إعلامية أنفقت إيران عليها المليارات في مقابل بخل شديد لدى العرب والسنة في مواجهة تلك الدعاية الكاذبة حتى حينما قام بعض المتحمسين السنة بإنشاء قنوات فضائية من مالهم الخاص مثل قناة صفا ووصال والبرهان وبيان وغيرها لم تجد الدعم المناسب من الحكام والأثرياء السنة حتى أضطر بعض القائمين على تلك القنوات إلى غلق تلك القنوات لعدم قدرتهم على الصرف عليها بينما تم إنشاء مايزيد على 80 قناة شيعية يتم تمويلها من إيران لنشر المذهب الشيعي والطعن بالصحابة وبالمذهب السني واستدراج مرتزقة القلم ممن باعوا ضميرهم ودينهم لتقديم تلك البرامج الضالة المضلة.
وحتى موقعنا هذا عرض عليه عملاء إيران المال الوفير ليس لمساندة أهداف إيران الإستعمارية ،لأن إيران وعملاؤها يدركون أن إغراءنا بالمال هو ضرب من المستحيل لأننا لانبيع آخرتنا بدنيانا من حتى من أجل ملايين الدولارات،رغم عوزنا وضيق ذات يدنا ، فما عند الله خير وأبقى ،.ولكن هؤلاء أرادوا منا إغلاق هذا الموقع الذي فضح الأهداف التوسعية والتشويهية التي تستهدف السنة والشيعة المعادين للإستعمار الصفوي الإيراني الجديد والمستخدمة دعاية رخيصة تتكسب وتتوسع عن طريق تبني أطروحات ممجوجة ومكررة وملفقة كنصرة آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام .
ولكن الناس بدأوا يستفيقون من كابوس التشيع المجوسي الإيراني بعد ظلم الشعب السوري ، والقتل والقمع والوحشية التي لم يسبق لها مثيلاً في التاريخ الذي ومع بروز ظاهرة الربيع العربي ، وتحول الرأي العام الاقليمي نحو اعطاء الأولوية للحقوق المدنية والاصلاح الديمقراطي على السياسة الخارجية، فالأسد اليوم يواجه الأسد اللعنات ، وحكومة أحمدي نجاد اتهمت بقمع المتظاهرين الطامحين الى الديمقراطية، و حزب الله وايران أدينا بالاستمرار في دعم الأسد الذي يذبح أهل بلده.
ونتيجة لهذا فان حزب الله لم يعد الحركة التي تحظى بشعبية واسعة النطاق كما كانت ذات يوم في جميع أنحاء العالمين العربي والاسلامي، ولكنه لا يزال قوة فعالة للغاية ومدجج بالاسلحة التي يقهر بها اللبنانيين وغير اللبنانيين ، فمبدأ هذا الحزب الملعون يطبق مقولة ميكيافيلي، إن الأمر الأكثر أهمية هو أن يخشاك الناس لا أن يحبوك.
مما لا شك فيه أن حزب الله عند بعض الحمقى والمغرر بهم لا زال يحظى بالاحترام لتصويره لهم بأنه قادر على الوقوف في وجه اسرائيل، ولكنه ممالاشك فيه ايضاً أنه خسر هالته كصوت مدافع عن المظلومين والمضطهدين، وكشف عن نفسه كحزب طائفي يقف في صف ايران وحلفائها ولو على حساب حقوق الانسان وأرواح البشر في سوريا المجاورة.
إن الذين ينتمون الى حزب الله شعروا بسعادة غامرة مع اندلاع الثورات الشعبية ضد الحكام العرب لأنه كان في حرب باردة مع نظام حسني مبارك في مصر منذ كانون الثاني/ يناير 2009، عندما اتهم نصر الله حكومة مبارك بالتواطؤ مع اسرائيل في تدخلها في غزة، ودعا الشعب المصري الى النزول الى الشوارع بالملايين.
غير انه مع تقدم ثورات الربيع العربي، تبين أن الشعوب كانت تريد حكومات جيدة وعدالة اجتماعية، ولم تكن "مغرمة" بايران أو ترغب بالانضمام الى محور المقاومة الإعلامية والخيانة الفعلية التي يمارسها نجاد والاسد وحسن نصرالله ونبيه بري، علاوة على ذلك، ومع صعود جماعة الاخوان المسلمين في مصر، ابتعدت حركة حماس حليفة حزب الله سابقاً عنه وعن أنصاره في سوريا وايران بعد أن رفض الفلسطينيون الإنضمام لعصابات بشار الأسد الإجرامية باستثناء أحمد جبريل وبعض المرتزقة من الفلسطينيين ، ووجدت قيادات حماس لنفسها موطأ قدم جديدا في مصر والخليج.
وهاهي خيبة أمل حزب الله تتحول الى الى قلق شديد عندما تمرد السوريون على الأسد، واعتبر انه في حال سقط نظام الأسد فان حزب الله يصبح عرضة لخطر فقدان جسر الامداد الذي يربطه بايران، وقد يكون غير قادر على التعويض عن هذه الخسارة بالاعتماد على الموانئ البحرية اللبنانية أو مطار بيروت، لسهولة اعتراض الطريق الى كل هذه المنافذ بسهولة، وسوف يظل حزب الله محتفظا بقدرته على توجيه الضربة الأولى وضربات انتقامية، ولكنه كالنحلة قادر على توجيه ضربة واحدة فقط، ومن دون القدرة على اعادة تموين نفسه فان حزب الله قد يخرج من أي حرب أخرى في المستقبل وقد ضعفت قوته الى حد كبير.
وفي لبنان، لا يزال حزب الله مستأسداً على السنة وحلفاءهم ، ولكن مستواه تراجع، ففي أيار/ مايو 2008، أظهر هيمنته بالاستيلاء على العاصمة بيروت، وفي كانون الثاني/ يناير 2011، أسقط حكومة سعد الحريري وثبت حكومة أخرى أكثر توافقا مع رغباته، ولكن أجزاء من الشمال السني انفجرت في تحد مسلح لحزب الله والحكومة التي يهيمن عليها، وأعلنت عن دعمها العلني للمتمردين السوريين.
وبحسب الكاتب، فان هذه الجماعات السنّية تعمل على تكوين جيب مسلح في شمال لبنان لموازنة سطوة الجيوب الشيعية المسلحة في بيروت والجنوب ومنطقة البقاع، كما اهتز حزب الله بعد اختطاف عشرات الشيعة اللبنانيين واحتجازهم حتى الآن، وبعضهم من المقربين لنصر الله، من قبل قوى معارضة في سوريا.
ويواجه حزب الله الانتخابات البرلمانية في ربيع 2013، واذا جاء أداء حليفه المسيحي، ميشيل عون ضعيفا، أو اذا أعاد زعيم الدروز وليد جنبلاط حزبه الاشتراكي التقدمي الى التحالف المناهض لسوريا والذي كان جزءا منه ذات يوم، فان حزب الله سوف يخسر أغلبيته البرلمانية، وبالتالي قدرته على تشكيل الحكومات واسقاطها. ولعل هذا ما يجعل الحزب يشجع استئناف مناقشات الحوار الوطني والتي تضم جميع الطوائف الرئيسية في لبنان. وهو يوم ليس ببعيد فللباطل صولة وللحق صولات يسقط على أثرها محور الحقد والكراهية والقتل والتدمير الذي حل كالكابوس على المسلمين منذ اندلاع فوضى ثورة الخميني البائسة إلى يومنا هذا.